باب فى الاذان والاقامة

باب الأذان والإقامة

159
ـ مسألة : (وهما مشروعان للصلوات الخمس دون غيرها) لأن المقصود منه الإعلام بوقت الصلاة المفروضة على الأعيان ، وهذا لا يوجد في غيرها . ولأن مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانوا يؤذنون لها دون غيرها . وذلك مشروع ( للرجال دون النساء) وقال الحسن وإبراهيم والشعبي وسليمان بن يسار : ليس على النساء أذان ولا إقامة . رواه سعيد في سننه .
160
ـ مسألة :(والأذان خمس عشرة كلمة لا ترجيع فيه ، والإقامة إحدى عشرة كلمة) وأصله حديث عبد الله بن زيد أنه قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس ليضرب به الناس لجمع الصلاة طاف بي - وأنا نائم - رجل يحمل ناقوساً فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت : بلى . فقال : تقول الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمداً رسول الله ، أشهد أن محمداً رسول الله . حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله قال ثم استأخر عني غير بعيد قال : ثم تقول إذا قمت للصلاة - فذكر الإقامة مفردة غير أنه يقول قد قامت الصلاة مرتين . ثم لما أصبحت أتيت صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى ، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فيؤذن به فإنه أندى صوتاً منك رواه أبو داود، وصححه الترمذي ، . فهذه صفة الأذان والإقامة المستحبين ، لأن بلالاً كان يؤذن به سفراً وحضراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات . والترجيع أن يذكر الشهادتين مرتين يخفض بذلك صوته ثم يعيدهما رافعاً بهما صوته ، وتثنية الإقامة أن يجعلها مثل الأذان ، فإن رجع في الأذان أو ثنى الإقامة فلا بأس فإنه قد روي في حديث أبي محذورة كذلك وهو حديث صحيح .
161
ـ مسألة : (وينبغي أن يكون المؤذن أميناً ، صيتاً ، عالماً بالأوقات) ، لأنه يؤتمن على الأوقات ، فإن لم يكن عادلاً غرهم بأذانه في غير الوقت ، ويكون صيتاً ، لأنه أبلغ في الإعلام المقصود بالأذان ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله : ألقه على بلال فإنه أندى صوتاً منك ويكون عالماً بالأوقات ليتمكن من الأذان في أوائلها .
162
ـ مسألة : (ويستحب أن يؤذن قائماً) ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لبلال : قم فأذن ، ولأنه أبلغ في الإسماع ، ويكون (متطهراً) ، لما روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يؤذن إلا متوضئ رواه الترمذي ، وروي موقوفاً على أبي هريرة وهو أصح .
163
ـ مسألة : ويكون (على موضع عال) لأنه أبلغ في الإعلام ، وقد روي أن بلالاً كان يؤذن على سطح امرأة .
164
ـ مسألة : ويكون (مستقبل القبلة) وهذا إجماع ولأن مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يؤذنون مستقبلي القبلة .
165
ـ مسألة : (فإذا بلغ الحيعلة التفت يميناً وشمالاً ولا يزيل قدميه ، ويجعل إصبعيه في أذنيه) ، لما روى أبو جحفة قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة حمراء من أدم ، وأذن بلال فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا يميناً وشمالاً يقول : حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح متفق عليه ، وفي لفظ ولم يستدر وإصبعاه في أذنيه ، رواه الترمذي .
166
ـ مسألة : (ويترسل في الأذان ويحدر الإقامة) لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا بلال ، إذا أذنت فترسل ، وإذا أقمت فأحدر رواه أبو داود . ولأن الأذان إعلام الغائبين ، والترسل فيه أبلغ في الإعلام . والإقامة إعلام الحاضرين ، فلم يحتج إلى الترسل فيها .
167
ـ مسألة : (ويقول في أذان الصبح : الصلاة خير من النوم مرتين) رواه النسائي (ويكون بعد الحيعلة) لما روى النسائي عن أبي محذورة قال : قلت يا رسول الله علمني سنة الأذان ، فذكر إلى أن قال بعد قوله : حي على الفلاح فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم مرتين والله أكبر ، الله أكبر لا إله إلا الله .
168
ـ مسألة : (ولا يؤذن قبل الوقت إلا لها) قال ابن المنذر : أجمع أهل العلم على أن من السنة أن يؤذنوا للصلاة بعد دخول وقتها إلا الفجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن بلالاً يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم متفق عليه . وخص الفجر بذلك لأنه وقت النوم لينتبه الناس ويتأهبوا إلى الخروج للصلاة ، وليس ذلك في غيرها . وقال عليه السلام : إن بلالاً يؤذن بليل ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم رواه أبو داود .
169
ـ مسألة : (ويستحب لمن سمع المؤذن أن يقول كما يقول المؤذن ، لما روى أبو سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول متفق عليه إلا في الحيعلة فإنه يقول عندها ما روي عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، ثم قال : أشهد أن محمداً رسول الله فقال : أشهد أن محمداً رسول الله ، ثم قال : حي على الصلاة فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : حي على الفلاح فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : الله أكبر الله أكبر ، فقال : الله أكبر الله أكبر ، ثم قال : لا إله إلا الله فقال : لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه دخل الجنة رواه مسلم . قال الأثرم : هذا من الأحاديث الجياد

ليست هناك تعليقات: