في فضل بسم الله الرحمن الرحيم‎ ‎

‏ ‏ بسم الله الرحمن الرحيم
نحن بصدد فيض المولي عز وجل ومدده في جملة
 بسم الله الرحمن الرحيم ،
قال فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه أمورا عجيبه واسرارا غريبه :
قال ابن عباس رضي الله عنه أخذ بيدي علي بن أبي طالب وذهب بي الي البقيع وقال لي
أقرأ يا ابن عباس فقلت ، بسم الله الرحمن الرحيم ،
فأخذ يتكلم في الباء ونقطتها الي الفجر ،
يعني من أول الليل : وروي أن الكتب المنزلة من السماء الي الارض مائة كتاب وأربعة كتب :
صحف شيث ستون وصحف ابراهيم ثلاثون وصحف موسي قبل التوراة عشر : والتوراة ، والانجيل ، والزبور ، والفرقان ،ومعني كل الكتب مجموعة في القرآن ،
ومعاني القرآن مجموعة في الفاتحه ، ومعاني الفاتحه مجموعة في البسملة
ومعاني البسملة مجموعة في بائها ،
ومعناها :
بي كان ماكان وما يكون ،
وروي أن بسم الله الرحمن الرحيم لما نزلت أهتز العرش لنزولها ،
وقالت الملائكة الزبانية لم يدخل النار من قرأها ، وهي تسعة عشر حرفا
علي عدد الملائكة الموكلين بالنار أعاذنا الله منها ،
وروي أن جابرا رضي الله تعالي عنه قال :
لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم الي المشرق وسكنت الرياح ، وهاجت البحار ، وأصغت البهائم بأذن الله ،
ورجمت الشياطين من السماء ، واقسم رب العزة لا يسمي اسمي علي مريض إلا شفي ، ولا علي شئ إلا بورك فيه ،
وقال ابن مسعود رضي الله تعالي عنه : من أراد أن ينجيه الله تعالي من الزبانية التسعة عشر فليكثر منها فأنها تسعة عشر حرفا ،
كل حرف نجاة من واحد منهم ،
ومن أكثر ذكرها رزق الهيبة عند العالم العلوي والسفلي ،
وبها اقام الله ملك سليمان بن داوود عليهما السلام ،
وروي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال :
ما بين بسم الله الرحمن الرحيم وبين اسم الله الاعظم إلا كما بين بياض العين وسوداها ،
وقال النبي صلي الله عليه وسلم :
ما بين الآدمين والشياطين بسم الله الرحمن الرحيم ،
وقال البوني وهي اول ما خطه القلم العلوي علي صفحة اللوح وهي التي اقام الله تعالي بها ملك سليمان ،
وبها أقام الله تعالي شجرة الاكوان . وظهر فيها أسرارها ،
وقد سأل الامام عثمان النبي صلي الله عليه وسلم عن بسم الله فقال هي اسم الله الاعظم ،
وأعلم أن حقيقة البسملة علي القوة الحاملة للسموات والارض ، لأن هذه هي حقيقة القرآن ،
والبسملة تجمع حقيقة القرآن كما تقدم ،
وقال بعض العارفين بالله :
بسم الله الرحمن الرحيم من العارف بمنزلة كن من الله .
وقال بعضهم أيضا : بسم الله منك ، بمنزلة كن منه ، فالباء سر القدرة وسر القيام بالاشياء من العرش الي الفرش ،
فاذا قلت بسم الله فكأنك تقول بقدرة الله وهو أصل معناها ومنشؤها ،
وقال الامام البوني رضي الله عنه في شمس معارفه الكبري :
إن بسم الله الرحمن الرحيم لما نزلت فرح أهل السموات بها من الملائكة ،
وأهتز العرش لنزولها ، وأزدادت الملائكة ايمانا وخرت الجبال وتحركت الافلاك وذلت لعظمتها الاملاك ،
وكانت بسم الله الرحمن الرحيم مكتوبة علي جناح جبريل عليه السلام يوم نزوله علي ابراهيم عليه السلام ،
وقال بسم الله الرحمن الرحيم يا نار كوني بردا وسلاما علي ابراهيم ،
وان بسم الله الرحمن الرحيم كانت مكتوبة علي عصا موسي عليه السلام وكانت كتابتها بالسريانيه ،
ولولاها لما انفلق البحر وإن بسم الله الرحمن الرحيم كانت مكتوبة علي لسان عيسي حين تكلم في المهد ،
وكان يتلوها علي الموتي فيحيون بإذن الله تعالي ،
وان بسم الله الرحمن الرحيم كانت مكتوبة علي خاتم سليمان بن داوود عليهما السلام ،
وعند الامام الشافعي بسم الله الرحمن الرحيم آية من كل سورة ،
وقال البوني رضي الله عنه : وأعلم وفقني الله واياك أن بسم الله الرحمن الرحيم هي الاسم الاعظم ،
وأن الرحمن الرحيم نعت بهما نفسه فهو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ،
والحمد لله قبالة بسم الله الرحمن الرحيم : بسم الله قبالة الحمد لله ، ورب قبالة الرحمن ، والعالمين قبالة الرحيم :
وأعلم أن ذلك كله معتبر في قوله تعالي : مالك يوم الدين ، وظهور الربوبية في ملك ومالك ومليك :
يتجلي للعقول والاسرار واللطائف بصفة الملك فيكون ملك الملوك ،
ويتجلي للنفوس بالقهر والغلبة فيكون مالك الملك : ويتجلي بالقربات بالتمليك لقوله تعالي في مقعد صدق عند مليك مقتدر ،
وهذا كله في بسم الله الرحمن الرحيم :
فبسم الله التي في بسم الله لتوصيل الخير مع جمع الي الملك الحق ،
ورفع النداء باللسان اللطيف باسم الجلالة الله صعود ، لا هبوط الرحمن الرحيم هبوط الي المبدأ ،
كما أن بسم الله الرحمن الرحيم طلوع الي المبدأ -
ففيهما سر الابتداء ، وفيهما مراتب التوحيد ،
والملائكة قبالة الرحمن ، وأولو العلم قبالة الرحيم ،
فأول دائرة بسم الله الرحمن الرحيم كآخرها وباطنها كظاهرها
وبها اقام الله شجرة الاكوان
وأظهر بها سائر التعليق وكيف تفرعت العوالم عن بسم الله الرحمن الرحيم
وفي الحديث : من جاء وفي صحيفته بسم الله الرحمن الرحيم ثمانمائة مرة
وكان موقنا بي موقنا بربوبيته تعالي أعتقه الله من النار وأدخله دار القرار :
وفي الحديث لايرد عمل أوله بسم الله الرحمن الرحيم ،

:وفي الانجيل ‏
ياعيسي ، ولتكن بسم الله الرحمن الرحيم افتتاح قراءتك وصلاتك فان من جعلها في افتتاح قراءته وصلاته لم يرعه :
منكر ولا نكير واذا مات علي ذلك هون الله عليه الموت وسكراته وضيق القبر وفسح له في قبره مد البصر ،
وأخرج من قبره أبيض الجسم ووجهه يتلألأ نورا وحاسبه الله حسابا يسيرا وثقل ميزانه ،
واعطاه النور التام علي الصراط حتي يدخل الجنة ،
وينادي عليه في عرصات القيامة بالسعادة والمغفرة ،
قال عيسي عليه السلام هذا لي خاصة ؟
قال لك ولمن اتبعك وأخذ بأخذك وقال بقولك . ويكون ذلك لمحمد وأمته من بعدك ،
فأخبر بذلك عيسي أصحابه فلما رفع عيسي عليه السلام وانقرضت الحواريون وجاء آخرون ضلوا فغيروا وبدلوا واستبدلوا الدين بالدنيا
فرفعت آية الامان من صدور النصاري والرهبان وبقيت في صدور أهل الانجيل حتي بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فكتبت في أوائل السور والدفاتر ورأس الرسايل ،
وحلف رب العزة بعزته لايسميه عبد مؤمن علي شئ إلا بورك له فيه وقال النبي صلى الله عليه وسلم
من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم وكان مؤمنا حقا سبحت له الجبال واستغفرت له ولايسمع تسبيحها وقال النبي صلى الله عليه وسلم
اذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قالت الجنة لبيك وقال صلى الله عليه وسلم
إن من امتي قوما يأتون يوم القيامة وهم يقولون بسم الله الرحمن الرحيم فتثقل حسناتهم عن سيئاتهم فتقول الامم سبحان الله
ما أرجح حسنات أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فتقول لهم انبياؤهم إنما كانوا كذلك لأنهم كان ابتداء كلامهم ثلاث اسماء من الله تعالي العظام
لو وضعت في كفة ميزان ووضعت السموات والارضون ومن فيهن في أخري لرجحت بهم