ﺟﻌﻞ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ
ﻳﺴﺄﻝ
ﻋﻦ ﺃﻭﻳﺲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﺴﻤﻊ
ﻟﻪ
ﺧﺒﺮﺍً ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺣﺠﺔٍ ﺣﺠﻬﺎ ﻋﻤﺮ ،
ﻓﺴﺄﻝ
ﻋﻨﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺮﺟﻞٍ ﻣﻦ ﻗﺮَﻥ
ﻗﺪ ﻭﺛﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ !
ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺃﻛﺜﺮﺕ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﺃﻭﻳﺲ ﻫﺬﺍ ،
ﻭﻣﺎ
ﻓﻴﻨﺎ ﺃﺣﺪٌ ﺍﺳﻤﻪ ﺃﻭﻳﺲ ﺇﻻ ﺍﺑﻦ ﺃﺥٍ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ
ﻣﻌﻪ ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﻤﻞ ﺫﻛﺮﺍً ﻭﺃﻭﻫﻦ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳُﺮﻓﻊ ﺇﻟﻴﻚ ﺫﻛﺮﻩ ، ﻗﺎﻝ ﻓﺴﻜﺖ ﻋﻤﺮ
ﻭﻇﻦ
ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﻭﻳﺴﺎً ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪﻩ ، ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻞ
ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ !
ﻭﺃﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻋﻢ ، ﺃﻫﻮ
ﻣﻌﻨﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺮﻡ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ !
ﻫﻮ ﻣﻌﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺮﻡ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﻋﺮﻓﺔ
ﻳﺮﻋﻰ ﺇﺑﻼً ﻟﻨﺎ .
ﻓﺎﺳﺘﻮﻯ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻫﻮ ﻭ
ﻋﻠﻲ
ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ
ﺣﻤﺎﺭﻳﻦ
ﻟﻬﺎ ، ﻭﺧﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻭﺃﺳﺮﻋﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ
ﻋﺮﻓﺔ ﻭﺟﻌﻼ ﻳﺘﺨﻠﻼﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻤﺎ
ﺑﺄﻭﻳﺲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﻤﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺻﻮﻑ
ﺃﺑﻴﺾ
ﻭﻗﺪ ﺻﻒّ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻗﺪ ﺭﻣﻰ
ﺑﺒﺼﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮﺩﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ
ﻟﻌﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ !
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻭﻳﺲ ﺍﻟﻘﺮﻧﻲ ، ﻓﻬﺬﺍ
ﻫﻮ
ﻭﻫﺬﻩ ﺻﻔﺘﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺛﻢ ﻧﺰﻻ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﺭﻳﻬﻤﺎ ﻓﺸﺪﺍﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ
ﺃﺭﺍﻛﺔ ، ﻗﺎﻝ ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻼ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺮﻳﺪﺍﻧﻪ ، ﻓﻠﻤﺎ
ﺃﻭﻳﺲٌ ﺃﻭﺟﺰَ ﺻﻼﺗﻪ ، ﺛﻢ ﺗﺸﻬّﺪ ﻭﺳﻠّﻢ ،
ﻭﺗﻘﺪﻣﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻻ :
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ
ﺃﻭﻳﺲ : ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺭﺍﻋﻲ ﺇﺑﻞ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻟﻴﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺃﺳﺄﻟﻚ ، ﺇﻧﻤﺎ
ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻚ ، ﻓﻤﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺮﺣﻤﻚ
ﺍﻟﻠﻪ ؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻧﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﻣﺘﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺇﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﺇﻧﻨﺎ ﻧﻘﺴﻢ
ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻤﻌﻈﻢ ﺇﻻ
ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﺳﻤﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺘﻚ ﺑﻪ ﺃﻣﻚ !
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺃﻭﻳﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ !
ﻧﺤﺐُّ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺷﻘّﻚ ﺍﻷﻳﺴﺮ .
ﻓﻘﺎﻝ : ﻭﻣﺎ ﺣﺎﺟﺘﻜﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ : ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺻﻔﻚ ﻟﻨﺎ ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺼﻔﺔ
ﻛﻤﺎ
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺑﺸﻘﻚ ﺍﻷﻳﺴﺮ
ﺑﻴﺎﺿﺎً ﻛﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﺭﻫﻢ ، ﻭﻧﺤﻦ
ﻧﺤﺐ
ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ .
ﻗﺎﻝ ﻓﺄﻭﺿﺢ ﻟﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺷﻘﻪ ﺍﻷﻳﺴﺮ ، ﻓﻠﻤﺎ
ﻧﻈﺮ ﻋﻠﻲّ ﻭﻋﻤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻤﻌﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﺍﺑﺘﺪﺭﺍﻫﺎ
ﺃﻳﻬﻤﺎ ﻳﻘﺒّﻞُ ﻗﺒﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ، ﺛﻢ ﺑﻜﻴﺎ ﻃﻮﻳﻼً ،
ﻭﻗﺎﻻ :
ﻳﺎ ﺃﻭﻳﺲ !
ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮﻧﺎ
ﺃﻥ ﻧُﻘﺮﺋﻚ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻟﻚ
ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ
ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺃﻧﻚ ﺳﻴﺪ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ،
ﻭﺃﻧﻚ ﺗﺸﻔﻊ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺭﺑﻴﻌﺔ
ﻭﻣﻀﺮ .
ﻗﺎﻝ : ﻓﺒﻜﻰ ﺃﻭﻳﺲ ﺑﻜﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪﺍً ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺮﻱ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺇﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﻴﻘﻨﺎ
ﺃﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﻫﻮ ، ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺸﻚ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ،
ﻓﺎﺩﻉُ ﻟﻨﺎ ﻳﺮﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺤﺴﻦ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻭﻳﺲ : ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺩﻋﻮ ﻟﺮﺟﻞٍ ﻭﻻ
ﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻭﻻ ﻟﺜﻼﺛﺔ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ
ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﻇﻠَﻢِ
ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻭﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻤﺎ ﻳﺮﺣﻤﻜﻤﺎ
ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮﺗﻜﻤﺎ ﺑﺎﺳﻤﻲ
ﻭﺷﻬﺮﺕ
ﻟﻜﻤﺎ ﺃﻣﺮﻱ ، ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ
ﺑﻤﻜﺎﻧﻲ
ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲٌّ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻲّ ﺑﻦ
ﺃﺑﻲ
ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ، ﻗﺎﻝ :
ﻓﻮﺛﺐ
ﺃﻭﻳﺲ ﻓﺮﺣﺎً ﻣﺴﺘﺒﺸﺮﺍً ﻓﻌﺎﻧﻘﻬﻤﺎ ﻭﺳﻠّﻢ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺭﺣّﺐ ﺑﻬﻤﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﺍﻟﺤﺴﻦ !
ﻭﻣﺜﻠﻲ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻷﻣﺜﺎﻟﻜﻤﺎ !
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ : ﻧﻌﻢ ، ﺇﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﺠﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﺫﻟﻚ
ﻣﻨﻚ ، ﻓﺨﺼّﻨﺎ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﺣﺘﻰ
ﻧﺆﻣّﻦَ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﺎﺋﻚ !
ﻗﺎﻝ : ﻓﺮﻓﻊ ﺃﻭﻳﺲ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ !
ﺇﻥ
ﻫﺬﻳﻦ ﻳﺬﻛﺮﺍﻥ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺤﺒﺎﻧﻲ ﻓﻴﻚ ، ﻭﻗﺪ
ﺯﺍﺭﺍﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ ، ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻬﻤﺎ ﻭﺃﺩﺧﻠﻬﻤﺎ
ﻓﻲ ﺷﻔﺎﻋﺔ ﻧﺒﻴﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ : ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﻏﺪﺍً
ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻭﻳﺲ : ﻭﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺃﺣﺒﺒﺖُ ﺃﻥ ﺁﺗﻴﻚ ﺑﻜﺴﻮﺓ
ﻭﺷﻲﺀ
ﻣﻦ ﻧﻔﻘﺔ ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﺍﻙ ﺭﺙّ ﺍﻟﺤﺎﻝ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻭﻳﺲ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ! ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﻋﻠﻲّ
ﻃﻤﺮﻳﻦ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ﺟﺒﺔ ﻭﻛﺴﺎﺀ ﻭﻧﻌﻼﻱ ﻗﺪ
ﺧﺼﻔﺘﻬﻤﺎ ﻭﻣﻌﻲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻗﺪ
ﺃﺧﺬﺗﻬﻤﺎ
ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺗﻲ ﻭﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺣﺴﺎﺏ !
ﻓﻤﺘﻰ ﺁﻛﻞ ﻫﺬﺍ ؟
ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺣﻔﺺ ! ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻏﺪﺍﺭﺓ ﻏﺮﺍﺭﺓ ، ﺯﺍﺋﻠﺔ ﻓﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﻤﻦ ﺃﻣﺴﻰ
ﻭﻫﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺪَّ ﻋﻨﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺪ ،
ﻭﻣﻦ ﻣﺪَّ
ﻋﻨﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﺪ ﻋﻠّﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﺔ ، ﻭﻣﻦ
ﻋﻠّﻖ
ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮ ،
ﻭﻳﻮﺷﻚ
ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﺃﺟﻠﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ
ﺃﻣﻠﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﺎ
ﻳﺮﻳﺪ
ﻏﺪﺍً ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ ، ﻭﺟﺮﺕ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ
ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ، ﻭﺗﺪﻟّﺖ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ،
ﻗﺎﻝ : ﺛﻢ ﺳﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﻣﻀﻰ ﻳﺴﻮﻕ
ﺍﻹﺑﻞ
ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ، ﻭﻋﻤﺮ ﻭﻋﻠﻲّ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻳﻨﻈﺮﺍﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺏ ﻓﻠﻢ ﻳُﺮ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق